السبت، 8 سبتمبر 2012

مواجهة التحرش ضد المرأة‏..‏ ليس بالقانون فقط‏!‏





   التحرش بمروه اللبنانيه وشوفوا ممن يدعون انهم رجال وهم اصلا اشباه رجال 


حتي لايتكرر ماحدث
بشارع جامعة الدول العربية في العيد مرة أخري‏:‏
مواجهة التحرش ضد المرأة‏..‏ ليس بالقانون فقط‏!‏



 هناك اتفاق بين علماء الاجتماع والطب النفسي أن حادثة التحرش الجماعي‏,‏ التي حدثت في عيد الفطر المبارك في شارع جامعة الدول العربية‏,‏ والتي لم تكن الأخيرة فقد حدثت أيضا بشكل جماعي في نفس العيد العام الماضي في وسط القاهرة‏,‏ ظاهرة جديدة علي المجتمع المصري تستحق الاهتمام‏..‏
فقد تكون انذارا جماعيا من فئات المراهقين ضد المجتمع‏,‏ وتستضعف الفتيات والسيدات للتعبير عن هذا الانذار شديد اللهجة في شكل تحرش جنسي جماعي لاثارة غيرة المجتمع‏..‏ والإعلان عن عصيان الاخلاقيات والتقاليد العامة‏..‏ وبالتالي فإن المعالجة القانونية بتغليط العقوبات‏,‏ أو الأمنية بتكثيف الوجود الأمني في بعض الاماكن‏,‏ قد لايكون الحل الأمثل لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة‏..‏
في هذا التحقيق الموسع يحدد علماء الاجتماع والطب النفسي ومني التحرش‏..‏ ولماذا‏40%‏ من حالات التحرش‏,‏ كما كشفت عن ذلك دراسة‏,‏ تتم من خلال اللمس‏,‏ ثم الالفاظ البذيئة الموجهة للأنثي‏,‏ في حين يعاقب المتحرش بالحبس لمدة‏24‏ ساعة ولمدة سنة في حالة هتك العرض بمعني لمس أي جزء من جسم المرأة بدون رضاها‏.‏




علماء اجتماع‏:‏ تحرش العيد‏..‏ إنذار جماعي شديد اللهجة‏!‏
د‏.‏ مدحت عامر‏:‏ انفجار الكبت الجنسي بهذه الصورة سلوك إجرامي‏..‏
والعلاج ليس بالقانون فقط



الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية‏,‏ تري أن ما حدث يجب عدم تهويله أو تهوينه‏,‏ فهو سلوك منحرف من شباب يشعرون بالفراغ والملل والاحباط وضياع المستقبل‏,‏ ولأن هؤلاء الشباب لديهم طاقة لم توجه في الاتجاه الصحيح ففجروا هذه الطاقة في سلوكيات عشوائية للتسلية ولتفريغ الاحباط‏,‏ وهذا السلوك يزداد في الاجازات لأنهم يتجمعون بشكل عشوائي ويحكمهم سلوك جمعي عقلي منحرف للتسلية وللانتقام من المجتمع الذي لم يعطهم حقوقهم المشروعة في فرص عمل وزواج وسكن‏,‏


 ويفرغون هذه الطاقة بالتعامل المتهور مع الجنس الآخر بالتحرش باللمس‏,‏ وما حدث ليس تفريغا لطاقة جنسية لأنهم لم يشعروا بالمتعة الجنسية ولكن ما حدث هو نوع من التسلية للفت الأنظار بشكل سلبي أو شبه انتحار جماعي‏,‏ وهؤلاء الشباب المنحرف لدي ظن يقترب من اليقين أنهم تعاطوا مخدرات ولا يعرفون ممارسة أي نوع من النشاط الرياضي أو الثقافي لحماية طاقتهم من الانحراف‏,‏ وهذه مسئولية أسرهم أساسا‏,‏ ثم المجتمع بشكل عام‏,‏ ويتحمل التليفزيون والفضائيات جزءا من المسئولية بما فيه من عرض أغاني ومشاهد إباحية‏,‏


وتري أن هؤلاء الشباب المنحرفين ليسوا متحولين في لحظة‏,‏ ولكنهم يعاكسون الفتيات باستمرار كغريزة بشرية ولديهم احساس بالعنف‏,‏ ويجب أن نتعامل معهم بحكمة وليس بالقانون فإقرار قانون يغلظ عقوبة التحرش الجنسي ليس هو الحل‏,‏ ولكن يجب وضع خطط طويلة المدي للاستفادة من طاقات الشباب من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية بالمدارس والجامعات وسط غياب لمنظمات الشباب‏,‏ فالشباب يشعر أنه لم يعد قادرا علي أن يحقق احتياجاته المعيشية وآماله في المستقبل في حياة كريمة من خلال فرص عمل ودخل يتناسب مع الأسعار وسكن وفرصة زواج‏.‏


ويري الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر‏,‏ أن العيد يعتبر لدي قطاع كبير من الشباب فرصة للانفجار‏,‏ ففي الأيام العادية هناك بوجه عام قدرة علي فرض الانضباط في الشارع بقوة القانون وبالوجود الأمني‏,‏ ولكن في الأجازة خاصة أجازة عيد الفطر بعد كبت رمضان تكون هناك رغبة في الانفلات والانفجار‏,‏ والدليل أن هذه الحادثة تكررت في عيد الفطر الماضي في وسط البلد‏,‏ كذلك فإن المخدرات تعتبر عاملا مساعدا علي الانفجار الجماعي‏,‏ فالمخدرات تقوم بإزالة سيطرة الضمير علي السلوك وتوقظ الغرائز بشدة‏,‏ وهؤلاء الشباب الذين ارتكبوا حادثة التحرش الجماعي جاءوا من مناطق شعبية الي منطقة راقية‏(‏ شارع جامعة الدول العربية‏)‏ وتجمعوا علي فكرة واحدة وهي التمرد والانتقام من المجتمع الذي لم يعطهم حقوقهم الكاملة‏.‏


ويقول إن هذا التحرش الجماعي يطلق عليه في الطب النفسي‏(‏ قوة ضغط الجماعة‏)‏ فقد كان بين هؤلاء الشباب من يتردد في القيام بهذه الجريمة‏,‏ ولكنه وجد الشجاعة عندما رأي من حوله يقوم بنفس الفعل لأن لديه نفس الاحباط ونفس مشاعر الرغبة في الانتقام‏,‏ فكان ما جري من هؤلاء الشباب أشبه‏(‏ بقعدة مزاج‏)‏ وكان من الممكن أن يخرج انفجارهم في صور أخري مثل إشعال الحرائق أو تكسير واجهات المحلات والمنازل ليس بغرض الغضب ولكن من باب‏(‏ الفرفشة‏).‏وأكد الدكتور هاشم بحري أن ظاهرة التحرش الجماعي أنها مداعبة جنسية بين شباب وفتيات‏,‏ لكن محتواه الحقيقي غضب شديد ويجب أن نتعامل معه باعتباره انذارا شديد اللهجة وأن نعالجه بفهم ووعي وليس بعصا الأمن الغليظة بل بالاستماع إليهم ومعرفة ما يدور في أذهانهم‏,‏ وايجاد حلول عملية لمشكلاتهم حتي نتجنب الانفجار القادم‏.‏


ومن جانبه قال الدكتور مدحت عامر أستاذ طب الذكورة جامعة القاهرة‏,‏ إن حادثة التحرش في جامعة الدول العربية انفجار للكبت الجنسي ولكن غير الطبيعي أنه انفجار جماعي وتحدي لكل قيم المجتمع والقانون‏,‏ وهو ظاهرة مرضية تحتاج تحليلا من كل مؤسسات المجتمع النفسية والاجتماعية والثقافية والأمنية والدينية‏,‏ وما جري تحد للمجتمع والاخلاقيات وهو سلوك إجرامي أكثر منه غريزي‏,‏ وفي وقت الفراغ وفي التجمع الشبابي تثار الأحاسيس الجنسية ويثير الشباب بعضهم البعض ويحاولون تحويل الخيال الي واقع بدون عقل وبدون فهم ووعي وبعنف‏.‏ومنع تكرار هذه الحادثة مسئولية أهل هؤلاء الشباب ويحتاج دراسة متأنية واستجوابا نفسيا واجتماعيا‏,‏ خاصة أن مثل هذه الحادثة لم تتكرر في أي مكان في العالم ولا يوجد لها مرجع‏,‏ فهي انحراف جماعي يؤكد أن هناك خللا خطيرا في المجتمع‏.‏



من الناحية الأمنية‏,‏ يري اللواء حسين السماحي مساعد وزير الداخلية للأمن العام سابقا‏,‏ أن ما جري هو احساس بعدم المسئولية وعدم وجود رادع نفسي وأمني لدي جمهور المعتدين‏,‏ فهم باختصار شديد‏(‏ لا يعرفون العيب‏)‏ وقد وقعت هذه الجريمة الجماعية لان الفضيلة غاب كما غابت الكثير من القيم النبيلة‏,‏ ولا أعفي بعض الفتيات من مسئولية ماجري لأنهن يرتدين ملابس غير محتشمة كما لا أعفي الأمن من الغياب عن الوجود خاصة في الأعياد ويجب أن يعود عسكري الدرك بأسلوب عصري ويعود الوجود الأمني الذي يردع أي شاب من معاكسة الفتيات والأهم أن يعود الاحساس بمعني العيب‏,‏ وهي مسئولية الجميع‏,‏ الأهل والمدارس والجامعات والمسجد والكنيسة والاعلام والنوادي ومراكز الشباب‏.‏



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق