السبت، 8 سبتمبر 2012

التحرش الجنسي قضيه كل يوم وكل عيد





             

التحرش الجنسي قضيه كل يوم وكل عيد



الطب النفسي‏:‏ ارتباط قوي بين التحرش الجنسي والعنف بين المراهقين
د‏.‏ لطفي الشربيني‏:67 %‏ من أشكال التحرش بالألفاظ‏..‏ ثم باللمس

الاهرام  10/10/2008تحقيق‏:‏ رانيا حفني

هذا الموضوع كنت نشرته بمدونه مرفق صورتها  ولكن اعوان ابليس حذفوها لاني كنت كاشفهم والحمد لله احتفظ بالاصول عندي وهذا هو الموضوع

الدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي يقول إن مصطلح التحرش الجنسي يدل علي نوع من أنواع السلوك العدواني المتعمد وغير المرغوب فيه مما قد يسبب ايذاء جنسيا أو نفسيا أو بدنيا أو حتي أخلاقيا للضحية‏,‏ هذا ويتصف فيه الاعتداء بأنه ينطوي علي تصرفات من شأنها خدش الحياء أو الاستجابة لبعض الغرائز التي يقوم البعض بالتعبير عنها في ظروف خاصة غير معتادة‏,‏


 فهو من وجهة النظر النفسية نوع من العدوان له دلالات واشارات نفسية تتعلق بكل من الجاني والضحية والمواقف التي تتم خلالها ممارسة هذا السلوك‏.‏ ومن الممكن ان تتعرض له الأنثي في أي مكان سواء كان في الاماكن العامة مثل مكان العمل والشارع والمواصلات العامة أو حتي في الاماكن الخاصة المنزل أو داخل محيط الأسرة أو الأقارب أو الزملاء‏.‏ وتتضمن أشكال التحرش النظرة الفاحصة‏,‏ الألفاظ غير اللائقة‏,‏ واللمس والحركات غير اللائقة والملاحقة‏.‏

ويضيف لطفي الشربيني انه حتي الآن لاتوجد بعمل احصائيات دقيقة عن حجم الظاهرة إلا أنه يوجد انطباع لدي الجميع بزيادة هذه الظاهرة ومعاناة قطاعات كبيرة من المجتمع بصورة يومية وانتشارها الواسع النطاق بين فئات وشرائح المجتمع العليا والمتدنية علي حد سواء وفي الأوساط الراقية والشعبية والعشوائية‏..‏ وبين طلاب المدارس والجامعات والعمال والعاطلين عن العمل وفي الشوارع والاماكن المزدحمة واماكن العمل أيضا‏.‏ ولكن أخيرا قام المركز المصري لحقوق المرأة احصاء من خلال عينة بحث تضمنت‏1010‏ من الذكور و‏1010‏ من الاناث المصريات و‏109‏ سيدات أجنبيات في ثلاث محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية وكشفت نتائج الدراسة عن أن أكثر أشكال التحرش شيوعا هو التحرش اللفظي وذلك بنسبة‏67%‏ وقد رصدت نتائج البحث أن التحرش لايقتصر علي عمر أو طبقة اجتماعية معينة فلم تسلم العاملات وربات البيوت وصاحبات الوظائف المرموقة من التحرش الجنسي‏,‏ خاصة مع تنوع أشكاله فوصل حجم التحرش باللمس من خلال تلك العينة إلي‏40%‏ والتحرش بالألفاظ البذيئة بمعدل‏30%‏ أما حجم الانتهاك فكان بنسبة‏12%‏ هذا وتلجأ‏12%‏ فقط من المعتدي عليهن إلي الشرطة‏.‏ ومن خلال مراجع الطب النفسي فان الانحرافات الجنسية بصفة عامة والتحرش الجنسي بالاناث أو التحرش الجنسي بالأطفال والاعتداء عليهم هي ظواهر خضعت للدراسة لامكانية التعرف علي الدوافع وراء كل حالة‏..‏ وامكن التوصل إلي أن الحرمان والكبت الجنسي وتدني المستوي العلمي والثقافي وغياب القدوة وغياب الوازع الديني والاخلاقي كلها عوامل تساعد علي انتشار ظاهرة التحرش‏,‏ بالإضافة إلي ارتباط الظاهرة بانحرافات أخري مثل تفشي استخدام العنف بين المراهقين والشباب وزيادة البطالة والانتشار الواسع للمواد المخدرة بين الشباب‏,‏ وكذلك غياب دور مؤسسات المجتمع مثل المدارس والدعاة والنوادي الرياضية التي يفترض ان تقوم بدور تربوي غائب تماما واخيرا دور الأمن الذي يتسامح كثيرا مع الجناة في الحوادث المماثلة مما يدفع إلي عدم الابلاغ عنها‏.‏ 


ويقول الشربيني إن التحولات الاجتماعية والنفسية العميقة التي حدثت في المجتمع المصري خلال العقود الأخيرة وتدني المستوي الثقافي الذي يرتبط بالذوق العام والاخلاق والتعاملات بين الأفراد بصفة عامة يعتبر احد أهم الاسباب حيث اختفت القيم الايجابية في الشخصية المصرية ومنها التعاون والتكافل والشهامة والمروءة ليمل محلها سلوكيات وسمات سلبية منها الأنانية والفردية وضعف الوازع الديني والاخلاقي مما يجعل من ممارسة سلوك التحرش مسألة معتادة تمارس علي نطاق واسع ولايقابلها أي نوع من الرفض الاجتماعي الصارم‏.‏ هذا وتلعب وسائل الإعلام خصوصا القنوات التليفزيونية وما تبثه من مشاهد لاتحافظ علي الآداب العامة أو الحياء دورا سلبيا للغاية ومن ناحية أخري فإن الفئة العمرية المتوسطة المتمثلة في الشباب‏,‏ هي أكثر قياما بفعل التحرش وبالتالي قد يكون التحرش احد نواتج اهمال المراهقة الجنسية للشخص وعدم إدارتها والتعامل معها بشكل صحيح من قبل الأسرة فيمر المراهق بالمرحلة الجنسية التي تملأ كل تفكيره من دون توجيه صحيح من قبل البيت بإعطائه المعلومة‏,‏ والتوجيه الصحيح الهادئ ومن دون إشغال وقته بأمور أخري مفيدة وتعويده ودفعه إلي الاهتمام بها حتي تصير اهتماما وهواية دائمة له‏,‏ ومن دون إعلامه بطبيعة كل جنس والاختلاف بينهما‏,‏ ومن دون تنبيهه إلي حدود التعامل اللطيف المؤدب مع الجنس الآخر‏,‏ وكونه كيانا بشريا يحترم‏,‏ وليس متعة وسلعة جنسية‏.‏ ويشير إلي أن هذه السلوكات يتعرض لها الكثير من الفتيات والنساء بصورة ما وحتي الأطفال‏,‏ ولكن أغلبهن يفضلن الكتمان وتتضاعف في داخلهن المعاناة النفسية في ظل مجتمع يرفض تسليط الضوء علي المشاكل لحلها‏.‏



كما أن القانون الحالي لا يعاقب المتحرش بأكثر من‏24‏ ساعة حبسا‏,‏ ولمدة سنة في حالة هتك العرض أي لمس أي جزء من جسم المرأة بدون رضاها‏,‏ ذلك في حالة التبليغ أصلا وبالتالي يتمادي المتحرش لأنه لا يجد رادعا قويا يوقفه عن تجاوزاته‏,‏ فمن الحقائق المعروفة في علم النفس أن عدم وجود العقاب الرادع يؤدي إلي تكرار السلوكيات الإجرامية التي تنطوي علي الخروج عن العرف والقانون وقد سمح ذلك بممارسة سلوك التحرش في الأماكن العامة‏,‏ وأماكن العمل والدراسة بصفة يومية دون توقع أي عقاب لمن يفعل ذلك فأسهم ذلك في تفشي الظاهرة علي نطاق واسع‏,‏ حيث يؤدي ذلك إلي سلسلة من المضاعفات والاضطرابات النفسية‏,‏ والاجتماعية التي تمثل تهديدا للمجتمع‏,‏ حين تحدث بصورة فردية أو جماعية‏..‏ وأري أن تبدأ المواجهة لهذه الظاهرة من خلال حملة جادة تشارك فيها كل مؤسسات المجتمع لا تركز فقط علي الجهات الأمنية والقانونية بل تكون بداية لتصحيح شامل للقيم المضطربة التي يعاني منها جيل كامل من الشباب وصغار السن والكبار‏.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق