ذكرى العبور و حتى لا ننساهم
ابنة الفريق الشاذلى لمجلة "الشباب":
مبارك تعامل مع أبى كخصم
"ثقيل الوزن" وأراد أن يزيحه من طريقه
بوابة الأهرام 04/10/2012
قالت شهدان الشاذلي، ابنة الفريق سعد الدين الشاذلي، إن مبارك تعامل مع
الشاذلي على أنه خصم ثقيل الوزن وأراد أن يزيحه من طريقه، معتقدة أن مبارك كان
يغار منه، وعندما ننظر للأمور نجد أن السادات حرك قضية إفشاء الأسرار العسكرية
وفشلت وحفظت.
أضافت ابنة الشاذلي في حوارها مع
"مجلة الشباب" أن سبب تحريك
مبارك سنة 1983 القضية مرة أخرى عدم وجود أى مبرر لمبارك غير "الغيرة"،
فمبارك كان يريد التخلص من أى خصوم، لذا كان لابد أن يتخلص من أى منافس محتمل،
ومارس ضد الشاذلي حرباً لمحوه وإخفاء اسمه وسيرته بكل الطرق، لدرجة أنه زيف صور
الحرب ووضع نفسه مكانه.
وعن صورة الشاذلي في غرفة العمليات
الحربية أثناء حرب أكتوبر أوضحت:
الأعراف العسكرية تقول إنه في غرفة القيادة لا يجلس قادة
القوات بجوار الرئيس أو القائد الأعلى لكن من يكون بجواره هما وزير الدفاع ورئيس
الأركان، لكننا فوجئنا بأن كل الصور التى
نشرتها الصحف تم استبعاد أبى منها ووضعت مكانه صورة مبارك، وأنا لديّ صورة للسادات
في غرفة العمليات الحربية وبجانبه والدي سعد الدين الشاذلي باعتباره الرجل الثالث،
وقد تم محو صورته بفعل
مبارك ووضع صورته بدلا منه، وأصبحت تنشر وتعرض
في الصحف والتليفزيون بهذا الشكل المزيف ظنا منه أنه بذلك يمحو التاريخ".واستكملت شهدان عن الخلاف بين أبيها والرئيس الراحل أنور السادات، قائلة: "إن الخلاف بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي كان حول تطوير الهجوم أثناء حرب أكتوبر، فبعد عودة الشاذلي من الجبهة يوم الخميس 11 من أكتوبر طلب السادات تطوير هجومنا نحو المضايق، لكنه عارض الفكرة لقوة القوات الجوية الإسرائيلية".
وأوضحت أن القوات الجوية الإسرائيلية تشكل تهديدا خطيرا لأي قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي، ومن هنا فإن قواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوي، أي بعد حوالي 15 كيلومترا شرق القناة، وكان هذا القرار هو أول خطأ كبير ترتكبه القيادة.
وتابعت: "الرئيس أنور السادات أصر على تطوير الهجوم المصرى نحو المضايق، بالرغم من معارضة الشاذلي هذا الهجوم الذى تم دون توفير أى حماية جوية أو وسائل دفاع جوى، الذى أدى فشله إلى نجاح إسرائيل فى اختراق القوة الدفاعية المصرية فى منطقة الدفرسوار وحصار الجيش الثالث، وأدى بدوره إلى مفاوضات الكيلو 101، وإلى تنازلات واحدة تلو الأخرى خلال الحرب".
ونوهت ابنة
الشاذلي حديثها بخصوص كتاب أبيها عن حرب أكتوبر قائلة:
"سجّل الفريق أحداث حرب
أكتوبر في كتاب هو الوحيد عن الذى صدر دون إذن أو رقابة من السلطات المصرية، وذلك
بعكس الكتب الأخرى التى نشرت بواسطة القادة العسكريين أو بواسطة الصحفيين، فقد
خضعت جميعها لرقابة وزارة الدفاع المصرية قبل النشر".وردًا على سؤال بخصوص محاولات اغتيال للفريق الشاذلي أشارت إلى أنه حدثت عدة محاولات للتضحية به، بدءاً من محاولة أنور السادات التخلص منه أثناء الحرب بعدما اكتشف على أرض الواقع أن آراءه العسكرية هى الأصوب وأصبح كلامه حقيقة، والمشكلة وقتها أن سعد الدين الشاذلى كانت له شعبية ضخمة جدا ومن الصعب التخلص منه مباشرة، لذلك أبعده إلى لندن كسفير، ثم محاولة اغتيال أخري في لندن، أخبره بها مظهر عيسى بأن هناك محاولة اغتيال تدبر له وأخري فى الجزائر، كانت هناك محاولة أخرى لاغتياله عام 1979 وأخبره بها الدكتور أشرف مروان، مدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات، وذهب للجزائر خصيصًا لزيارة الشاذلي وقال له: "إن هناك محاولة لاغتياله ونصحه أن يتوخى الحذر".
وعن رأى الشاذلى في ثورة يناير أوضحت ابنته أنه لم يعلق على الثورة، لأن حالته الصحية منعته من ذلك، وعندما حكيت له في الأيام الأخيرة عن الثورة وما حدث فيها علق قائلًا: "نهبونا"، وكانت كافية ولم يقل شيئًا آخر.
واختتمت شهدان الشاذلي حديثها قائلة:
"كنت أتمنى تكريما لوالدي في احتفالات حرب أكتوبر الماضي، خصوصًأ أنه
الأول من نوعه بعد ثورة يناير، ولكن للأسف لم يحدث، وكنت أتساءل لماذا بعد ثورة
يناير العظيمة لم يرد اعتبار والدي ويتم تعريف الناس بتاريخه؟وتتم إعادة تصحيح الأوضاع وأن يتم محو الحكم المستبد الذي تعرض له أبي، وأن تتم إعادة الصورة الأصلية له بجانب السادات في غرفة عمليات أكتوبر".
وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها احد
وكانت ضربه معلم:
تكريم الرئيس محمد مرسى للراحلين،
الرئيس محمد أنور السادات، والفريق سعد الدين الشاذلى، حيث سلم الرئيس وسام نجمة
الشرف للمهندس جمال السادات، وقلادة النيل لزوجة وكريمة الفريق سعد الدين الشاذلى.
كان الدكتور محمد مرسى، رئيس
الجمهورية، قد أصدر اليوم الأربعاء 03/10/2012
قرارًا بمنح الراحل محمد أنور
السادات رئيس الجمهورية الأسبق وسام نجمة الشرف.
ومنح قلادة النيل للراحل الفريق
سعد الشاذلي لدورهما فى حرب 6 أكتوبر عام 1973.
ومنح وسام الجمهورية لعلم القوات
المسلحة تقديرًا لدورها في حرب أكتوبر ودورها في حماية ثورة يناير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق