السبت، 6 أكتوبر 2012

الطيار الذى أسرته إسرائيل وناصبته أسرة مبارك العداء بسبب اسمه





ذكرى العبور وحتى لا ننساهم


بوابة الأهرام" تحاور الطيار الذى أسرته إسرائيل

 وناصبته أسرة مبارك العداء بسبب اسمه

 

بوابه الاهرام مها سالم  04/10/2012


 
 
التقت "بوابة الأهرام" باللواء طيار حسين ثابت عبد المعطى ثابت، طيار مقاتل بالميراج من أبطال أكتوبر، نسمع منه قصة رائد طيار فى حرب أكتوبر 73 قائد لسرب انطلق من وادى القرود لقلب سيناء فى الثانية وخمس دقائق من عصر السادس من أكتوبر ليسجلوا ملحمة بطولات فردية وجماعية.

بطولاته جعلتنى أتوجه إليه، ولم لا وهو من أسقط وحده فى اشتباك ثلاث طائرات ميراج، وهو من تم أسره من قوات العدو يوم 23 أكتوبر فوق الثغرة على الرغم من ضربه لطائرتين.
      فى البداية لفتنى عاملان لم أتمكن من تجاهلهما بعيدًا عن ذكريات الحرب والانتصار، الأول اسم " ثابت " وهل ينتمى لأسرة سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق،

 والثانى وللمفارقة شبهه القريب من مبارك نفسه!!

 فأجابنى ببساطة أن هذين العاملين تسببا له فى مشاكل كثيرة فى حياته ولم يخدماه أبدًا.. وحكى :"
 في حرب أكتوبر 1973 وقعت في الأسر رغم أنني أصبت 3 طائرات للعدو في اشتباك وهذا مسجل باسمي، لكن بعد الحرب كانت النياشين قد تم توزيعها وكان الطبيعي أن أحصل علي نجمة سيناء ولكن لم يحدث لأنني كنت أسيراً فاختلفت مع نبيل شكري قائد اللواء الذي كنت أتبعه، وقلت له العيب علي القيادات من أكبر إلي أصغر قيادة.
 شكري احتد وغادر المكان وجري ورائي قادتي وقالوا لي "ميصحش كده.. ده أخوك الكبير".. وهكذا ضيعوا عليّ نجمة سيناء.
واستوقفته لأسأله عن عبد الرحمن شكرى وهو رئيس مجلس إدارة جمعية الطيارين الذى منح لأبناء مبارك أرضًا مميزة على البحيرات المرة.
 فقال: فعلا.. ولم يعرف معظم الطيارين شيء عن هذه الأراضى، وتم إعطاء أراضٍ لأبناء طيارين بعينهم قبل أن يأخذ الطيارون أنفسهم علم عن تلك الأراضى، "ورفعت قضية عليهم بسبب ده".


 * لكن ما المواقف الأخري التي تؤكد كراهية وعداء مبارك لك بعد الحرب؟
بعد الحرب كانت هناك صفقة طائرات "ميراج" يتم اختيار عدد من الطيارين للسفر إلي فرنسا للتدريب عليها، وفوجئت بأن اسمي لم يدرج ضمن الطيارين المبتعثين إلي فرنسا فذهبت أشكو لنبيل شكري وقلت له: ضيعتوا عليّ نجمة سيناء وبعدين تطلع اثنين من سرب واحد وأنا لست واحداً منهما، فقال: " أنا كتبت اسمك لكن قائد القوات (مبارك) هو اللي شطبه"، فقلت له: "والله هاطلع البعثة دي ولكن باعتمادي علي الله" وبالفعل كلمت الفريق علي فهمي قائد الدفاع الجوي وساعدنى على الترشح.

 وعن أهم السمات التي رصدها في شخصية مبارك في هذه السنوات المبكرة يقول: مبارك كان يمتاز بقوة الذاكرة.. كان يصافح طياري اللواء واحداً واحداً باسمه حتي لو مرت سنوات علي لقائهم، ومن مساوئه أنه كان يحقد علي طياري الميراج ويصفنا بـ"الخواجات" علي أساس أننا بعد حرب أكتوبر ذهبنا في بعثات خارجية وكنا نتقاضي رواتب مجزية ونستمتع بالفُسح في فرنسا.
 أما عن اسم ثابت، فقال سألنى مبارك نفسه عنه، وظلت العلاقة متوترة بين الرئيس المخلوع حسني مبارك واللواء طيار حسين ثابت لسنوات طويلة، ظناً من مبارك أن حسين ثابت هو أحد أقرباء زوجته سوزان ثابت بسبب تشابه لقب العائلة، وسرعان ما تبدد هذا العداء إلي علاقة طيبة بعدما اكتشف المخلوع أنه مجرد تشابه أسماء، وأنه لا صلة قرابة تجمع بينهما، وهنا تبدل الحال مائة وثمانين درجة.


* نعود إلى أكتوبر وملف النصر.. كيف عرف الطيارون بموعد الضربة الجوية؟
** يحكى اللواء حسين ثابت أن هناك خطة لو السرب تم نقله من وادى قنا "وكنا نسميه وادى القرود ،لأن فيه قرود فى الجبال" ، إلى مطار الأقصر فمعناه أننا خلال 48 ساعة سنحارب، وتحركنا إلى الغردقة على الوادى حتى لا يتم كشفنا ثم جنوبًا من الأقصر ثم شرقا على البحر الأحمر ثم مررنا على الساحل بطيران منخفض حتى لا يتم كشفنا، ومن الغردقة تحركنا إلى قلب المعركة لنصل الثانية وخمس دقائق لنشارك في أول ضربة نصر.

 * ماذا كان دورك فى الحرب؟
** نحن fighter sweeper أى نمسح المجال قبل القتال، لحماية الطائرات المهاجمة ونقضى على نقاط الدفاع الجوى حتى نمنع العدو من الالتحام مع طائرات أخرى تقوم بمهاجمة أهداف محددة وبالتالى نشغل طائرات العدو بالاشتباك معها حتى تقوم مجموعة أخرى بشل وتدمير مراكز القيادة والسيطرة وتدمير طائرات العدو .

 *هل نجحت الضربة الجوية الأولى وماذا حققتم؟
**بالفعل نجحت الموجة الأولى فى ضرب مطارات الغردقة ورأس نصرانى وشرم الشيخ ومراكز الدفاع الجوى فى جنوب سيناء ومراكز التحكم والسيطرة للعدو.

* كيف تم أسرك؟ وما ذكرياتك عن تلك المرحلة؟
** أتذكر آخر يوم فى الحرب يوم 23 أكتوبر اشتباك، كنا عملنا تسع طلعات، وكان تقرر وقف ضرب النار بعد أن استطاعت إسرائيل أن يحيطوا بفايد واتجهت إلى طريق القاهرة السويس، محاولة كسب أرض على أكبر مساحة ممكنة قبل وقف الحرب، وعند انطلاقنا حدث عطل بإحدى طائرات التشكيل على الممر مما تسبب فى تأخرنا عن بعض واضطررنا إلى التخلف عن بعض بدلًا من 4 طائرات أصبحنا 3 فى تشكيل و4 فى تشكيل آخر، وكنا نبحث فى السماء ونكون "حائط صد " لمنع طائرات العدو من الوصول لمواقعنا، وطلعنا من مطار أنشاص وكانت طائرتى رقمها" 5315ميج 21 "، وكان فى التشكيل معى أحمدعاطف عبد الحى، وصفاء نصر، وبهاء إسماعيل فريد.
 وقبل أن نصل إلى الضفة الشرقية حدث هجوم على طائرة زميلى بهاء وكان من تشكيلى وأب حديث لم ير ابنه بعد، وأصيبت طائرته و توقعت أنه مات من هجوم من 4 طائرات " فانتوم"، فقررنا عدم تركها وتابعناها فوق الثغرة عند الدفرسوار، وبالفعل نجحت فى إصابة طائرتين فانتوم وكان ذلك نصرًا كبيرًا، وكان أحمد عاطف معى فى تشكيل آخر وكانت معارك ضارية وعاطف أول من أسقط طائرة فانتوم من العدو.
 المهم، بعد أن أصبت طائرتين وطبقت واحدة وأصبتها إلا أنها كانت قد أطلقت صاروخًا نحوى، وأصيبت طائرتى فجأة وبدأت أرى السماء فانطلقت بالباراشوت بعد أن أخذت الكاميرا التى سجلت ضربى للطائرات الفانتوم، وكنت فوق مطار فايد، وكانت هذه المنطقة تسمى المنطقة المحرمة، بين قوات الجيش وقوات العدو وسط الاشتباكات وحاولت الاختباء لبعض الوقت لأنى أعلم أن العدو جبان وبمجرد دخول الليل سينسحب ويعود، وبعد أن اختبئت فى حفرة ملجأ جنود، طاردتني طائرة هليكوبتر للعدو وظل سبعة من جنودهم يلاحقوننى لأنهم عرفوا أنى أسقطت لهم طائرتين.
 وبالفعل وقعت فى الأسر من يوم 23 أكتوبر، حيث تم ترحيلى إلى المطار ومنه للعريش ثم إلى تل أبيب، ثم إلى معسكر كان فى الأصل اسطبل خيل وكانوا يضعون 4 سراير فوق بعض، وفى مستشفى الأسر كانت هناك أجمل مفاجأة أنستنى كثيرًا قيد الأسر، وهى أنى قابلت زميلى بهاء الذى أصيبت طائرته ولم يمت بل أصيب ووجدته هناك.
 وطبعا كانوا يحاولون أخذ أى معلومات منا لكنهم لم يفلحوا فى ذلك، حتى تم تبادل الأسرى فى 23 نوفمبر.
 وعدنا إلى مطار القاهرة القديم، كانوا يؤخرون الطيارين والرتب الكبيرة لآخر وقت، وعندما ركبت الأوتوبيس الجماعى الذى كان يقلنا سمعت أغنية: "ماتقولش ايه اديتنا مصر.. نقول هاندى ايه لمصر..ياحبيبتى يا مصر" شعرت وقتها أن ألم الأسر قد زال عنى وبدأت أستمتع بالنصر مع الجماهير المحتشدة على طريق صلاح سالم احتفاءً بعودتنا ونصرنا الكبير لذى أجبر العدو على قبول وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات قادتهم لانسحاب كامل".


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق